الأمن السيبراني

الأمن السيبراني

مع تقدم التقنيات الرقمية، ظهرت مجموعة واسعة من التهديدات الرقمية على الإنترنت، مثل سرقة البيانات الشخصية للمستخدمين وهجمات المتسللين على أنظمة المعلومات الخاصة بالشركات بهدف تعطيلها. لمواجهة هذه التهديدات، تطور مجال متخصص في حماية أنظمة المعلومات، والذي يعرف بالأمن السيبراني. يقوم خبراء الأمن السيبراني بدراسة الجرائم والتهديدات في البيئة الرقمية وتطوير استراتيجيات لمواجهتها. على سبيل المثال، يعملون على تحديد نقاط الضعف في أنظمة الشركات وتحسين بروتوكولات التشفير لحماية البيانات الشخصية للمستخدمين.

تعريف الأمن السيبراني Cybersecurity

 هو ممارسة حماية الشبكات والأجهزة والتطبيقات والأنظمة والبيانات من التهديدات السيبرانية، ويهدف إلى حماية المستخدمين وأنظمة الكمبيوتر الخاصة بهم.

أهمية الأمن السيبراني في العصر الحديث

 أصبحت أهمية الأمن السيبراني أكثر وضوحًا من أي وقت مضى في ظل زيادة الهجمات السيبرانية على الأفراد والمؤسسات الحكومية والشركات، والتي شهدت تصاعدًا كبيرًا من حيث الحجم والتعقيد خلال السنوات الماضية. 

يستغل مجرمو الإنترنت الفرص لتحقيق أهدافهم، وهو ما يتضح من الارتفاع الهائل في حوادث الجرائم الإلكترونية بنسبة 300% منذ بداية جائحة كورونا في عام 2020، وفقا لمكتب التحقيقات الفيدرالي. 

جزء من هذا الارتفاع يعود إلى استهداف الشركات التي انتقلت للعمل عن بُعد والمكاتب المنزلية دون توفير بنية تحتية كافية للأمن السيبراني، فضلاً عن استغلال الجائحة من خلال تقديم عروض لقاحات مزيفة وحملات تصيد احتيالي تتعلق بـCOVID-19.

تسعى الهجمات السيبرانية بشكل رئيسي للوصول إلى البيانات لتحقيق الأرباح، والتي يتم تخزينها بشكل متزايد في السحابة وأيضًا على الأجهزة الشخصية والشبكات الخاصة والخوادم. 

بالنظر إلى التسارع الكبير في نمو البيانات، فإن تعزيز الأمن السيبراني أصبح ضرورة قصوى. وبناء أنظمة قوية لحماية البيانات ليس مجرد خيار، بل هو أولوية أساسية للشركات والحكومات على مستوى العالم لضمان أمان المعلومات وحمايتها.

الهدف الرئيسي للأمن السيبراني هو حماية المعلومات ومنع سرقتها أو اختراقها. لتحقيق هذا الهدف، يجب الالتزام بقوانين الأمن السيبراني، وهي السرية والنزاهة والتوافر. تشير السرية إلى مجموعة من القواعد التي تقيّد الوصول إلى المعلومات، مما يضمن عدم وصول الأشخاص غير المصرح لهم إليها. 

تركز النزاهة على ضمان أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، دون تعديل أو تلاعب. أما التوافر، فهو يضمن إمكانية الوصول إلى المعلومات بشكل موثوق من قبل الأشخاص المصرح لهم فقط. من خلال مراعاة هذه المبادئ الثلاثة معًا، تستطيع الشركات تطوير سياسات أمنية فعّالة توفر حماية قوية للمعلومات والبيانات.

تاريخ الأمن السيبراني

  • نشأة الأمن السيبراني وتطوره: في السنوات الأولى للإنترنت والتكنولوجيا الرقمية، كانت الأولوية تركز على تطوير الأنظمة والتطبيقات، مع القليل من الاهتمام بالأمن. على سبيل المثال، كان هناك اهتمام بالهجمات البسيطة مثل الفيروسات والديدان الإلكترونية في هذه الفترة.

  في 2 نوفمبر 1988، أطلق طالب الدراسات العليا في جامعة كورنيل، روبرت تابان موريس، أول دودة شبكة في العالم في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، والتي سميت فيما بعد باسمه. تمكنت دودة موريس من تخمين كلمات المرور الخاصة بالحسابات. ونتيجة لذلك، أصيبت شبكة ARPANET (شبكة وكالة مشاريع الأبحاث المتقدمة)، التي وحدت المؤسسات العلمية والدفاعية الأمريكية وكانت النموذج الأولي للإنترنت، بالعدوى.

كان لهجوم دودة موريس الإلكتروني تأثير كبير، وفي نوفمبر 1988، تم إنشاء مركز تنسيق الأمن الاستجابة للطوارئ الحاسوبية (CERT) لضمان أمن الإنترنت. كما تم إعلان يوم 30 نوفمبر يومًا عالميًا لحماية البيانات،ولا يزال القرص المرن الذي يحتوي على الكود المصدري لدودة موريس محفوظًا في متحف العلوم في بوسطن.

  • أحداث رئيسية شكلت الأمن السيبراني: شهد العالم الرقمي العديد من الهجمات، وهذه الهجمات هي أشهرها:

هجوم “إستونيا” 2007:

في أبريل 2007، تعرضت إستونيا لسلسلة من الهجمات الإلكترونية التي شلت البنية التحتية الحكومية والبنوك ومواقع الأخبار. كانت هذه الهجمات جزءًا من هجوم DDoS (هجوم رفض الخدمة) واستهدفت الشبكات الحساسة.

أثارت هذه الهجمات الانتباه الدولي إلى التهديدات الإلكترونية وأهمية حماية البنية التحتية الرقمية. ساهمت في زيادة وعي الحكومات والشركات حول الحاجة إلى استراتيجيات متقدمة للأمن السيبراني.

هجوم “Stuxnet” 2010:

اكتشف “Stuxnet” وهو فيروس كمبيوتر متقدم تم تصميمه لتعطيل برنامج إيران النووي. كان هذا الهجوم أحد أولى الأمثلة على الهجمات السيبرانية التي تستهدف بشكل مباشر بنية تحتية حساسة.

أثبت “Stuxnet” قدرة البرمجيات الخبيثة على التسبب في أضرار فعلية للبنية التحتية الصناعية وأدى إلى اهتمام متزايد بأمن أنظمة التحكم الصناعية.

أنواع التهديدات السيبرانية

تنقسم الهجمات السيبرانية إلى عدة أنواع:

الفيروسات والبرمجيات الخبيثة:

البرامج الضارة هي برمجيات يمكنها تعطيل النظام على جهاز المستخدم أو إتلاف البيانات أو سرقتها. يقوم مجرمو الإنترنت بإنشاء وتوزيع هذه البرامج على شكل ملفات، مثل الرسائل الإلكترونية. عند تنزيل المستخدم للملف وتثبيته، يتم تنشيط البرنامج الضار.

كيف تعمل البرامج الضارة:

  • الفيروسات: تخترق الفيروسات أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية وأجهزة إنترنت الأشياء، وتنشر نفسها عبر نسخ كود البرنامج الخاص بها. تستهلك الفيروسات موارد النظام، وتؤدي إلى مشاكل مثل حذف الملفات أو تدمير بنية التخزين، أو حتى حظر المستخدمين. يمكن استخدامها أيضًا في هجمات DDoS أو التعدين، مما يعني استغلال قوة أجهزة الضحايا لإجراء حسابات معقدة، مثل تلك المطلوبة للعملات المشفرة، مع تحقيق مكافآت للمهاجم.
  • أحصنة طروادة: تقوم بجمع أو إتلاف البيانات على الأجهزة المصابة.
  • برامج التجسس: تراقب نشاط المستخدم للحصول على معلومات حساسة مثل بيانات البطاقة وكلمات المرور، مما يمكن المجرمين من سرقة الأموال.
  • برامج الفدية: تقوم بتشفير البيانات على جهاز المستخدم ويطلب المهاجم فدية لفك تشفيرها.

 التصيد

تعتبر هجمات التصيد نوع من أنواع الهندسة الاجتماعية، يتلقى المستخدم بريدًا إلكترونيًا يحتوي على عرض ترويجي أو رابط مزيف. عند النقر على الرابط، يصل إلى موقع مشابه للموقع الأصلي، ويدخل معلوماته الشخصية مثل تفاصيل بطاقة الائتمان. يحصل المهاجمون على البيانات لأن البريد الإلكتروني والموقع كانا مزيفين. في عام 2022، تجاوز عدد مواقع التصيد الاحتيالي المكتشفة مليون موقع.

رفض الخدمة

تتضمن هجمات “رفض الخدمة” مثل DoS وDDoS، حيث يقوم المهاجم بإرسال عدد كبير من الطلبات إلى النظام، مثل زيارة موقع ويب أو التسجيل في حدث. إذا تجاوزت هذه الطلبات قدرة النظام، فإنه يتوقف عن العمل، مما يؤدي إلى تعطيل موقع الشركة الإلكتروني وتطبيقاتها وإتلاف البنية التحتية للنظام.

كيف يحمي الأمن السيبراني المعلومات والبيانات الشخصية؟

أدوات وتقنيات الأمن السيبراني:

  • برامج مكافحة الفيروسات (Antivirus Software):  تقوم برامج مكافحة الفيروسات بالكشف عن البرمجيات الضارة مثل الفيروسات والديدان وأحصنة طروادة، وتساعد في إزالتها والوقاية منها.

جدران الحماية (Firewalls)هي أداة بسيطة تقنياً إلى حد ما، وتستخدم لمراقبة وتصفية حركة المرور بين الشبكات، مما يمنع

  • الوصول غير المصرح به إلى الأنظمة الداخلية.
  • أنظمة كشف التسلل (IDS/IPS): تقوم هذه الأنظمة بمراقبة الشبكات والأنظمة، وتنبيه المسؤولين عند اكتشاف أي تهديدات محتملة.
  • كلمات المرور القوية: استخدام كلمات مرور قوية وآمنة يحمي بيانات من الوصول غير المصرح به، من المميزات الهامة في كلمات المرور القوية أن لا تحتوي على معلومات شخصية مثل الاسم او تاريخ الميلاد

استخدم مجموعة عشوائية من الحروف والأرقام والرموز، تكون طويلة ويصعب تخمينها، كما تكون فريدة بمعنى استخدام كلمات مرور مختلفة لحساباتك وعدم استخدام نفس كلمة المرور لجميع حساباتك الشخصية. توفر بعض المواقع خدمة مولد كلمات المرور لضمان سلامة وأمان بياناتك.

  • خدمة VPN (الشبكة الخاصة الافتراضية):  تعمل خدمات VPN على إخفاء عنوان IP الخاص بك، مما يمنع المحتالين من تحديد موقعك أو الوصول إلى شبكتك.
  • التشفير: هو تحويل المعلومات وجعلها غير قابلة للقراءة، ويمكن للأشخاص الموثوق بهم فك تشفير المعلومات الأصلية وقراءتها، ويستخدم تشفير البيانات لحماية المعلومات أثناء تخزينها ونقلها.
  • التحقق الثنائي: أو تسمى المصادقة الثنائية وهي تعني التحقق من هوية المستخدم من خلال خطوات تأكيد إضافية عن طريق الإيميل أو رقم الهاتف.

الأمن السيبراني للشركات

تضع الشركات استراتيجيات للحماية من التهديدات السيبرانية:

  1. تأمين الشبكات: تثبيت برامج مكافحة الفيروسات وجدران الحماية لصد البرامج الضارة والهجمات والاهتمام بتحديثها بإنتظام، واستخدام أنظمة مراقبة الشبكة.
  2. تدريب الموظفين: يعتبر العنصر البشري من أضعف النقاط في الأمن السيبراني. لذا، توفر الشركة تدريبًا منتظمًا لموظفيها على أمن المعلومات، لمساعدتهم في التعرف على رسائل البريد الإلكتروني التصيدية وأنواع أخرى من عمليات الاحتيال. فإن تدريب الموظفين وزيادة الوعي بالتهديدات المحتملة هو عامل مهم في تعزيز الأمن السيبراني للشركات.
  3. حماية البيانات: لضمان سرية البيانات وسلامتها. تستخدم تقنيات تشفير البيانات، التحكم في الوصول، النسخ الاحتياطي، وتقنيات وأساليب أخرى.

كيف يساهم Planet VPN في الأمن السيبراني؟

Planet VPN في الأمن السيبراني

استخدام تطبيق Planet VPN يوفر لك الأمان والخصوصية على الإنترنت، وذلك عن طريق:

  • إخفاء و تغيير عنوان الـ IP الخاص بك: يكشف الـ ip الخاص بك معلومات عنك مثل موقعك الجغرافي ومعلومات شخصية عنك يمكن للمتسللين استغلالها، لذا خاصية إخفاء عنوان الـ IP توفر الأمان و الحماية.
  • تشفير بياناتك: بتشفير حركة التصفح الخاصة بك على الإنترنت بشكل آمن تمامًا، حيث تجعل من الصعب لأي شخص، سواء كان مزود خدمة الإنترنت الخاص بك أو مضيف نقطة الاتصال في شبكة الـ Wi-Fi العامة، الوصول إلى البيانات التي ترسلها وتستقبلها.
  • استخدام شبكات الواي فاي العامة (WiFi): يمكن للمستخدم أن يكون عرضة للتهديدات الأمنية والاختراق. ومع ذلك، لا يتعين عليك التخلي عن متعة تصفح الإنترنت في مقهاك المفضل. يمكنك ببساطة استخدام تطبيق Planet VPN لحماية بياناتك الشخصية.
  • منع المراقبة: يمكن لمزود خدمة إنترنت (ISP)أن يقوم بتخزين كل ما تقوم به على الإنترنت، بما في ذلك مواقع الويب التي تزورها والرسائل التي ترسلها عبر الإنترنت، وإذا كنت متصلاً بشبكة Wi-Fi عامة، فإن جميع البيانات التي ترسلها وتستقبلها متاحة لأصحاب الشبكة.

كذلك في المكاتب، يراقب أصحاب العمل دائمًا نشاطك على الإنترنت. يتيح لك استخدام VPN الخصوصية الكاملة عند استخدامك للإنترنت.

  • التصفح مجهول الهوية: أحيانا عند التسوق عبر الإنترنت (أونلاين) تحتاج إلى البقاء مجهول الهوية لضمان سرية بيانات بطاقتك الإئتمانية.

في الختام، يعد الأمن السيبراني أمرًا حيويًا لحماية الأفراد والشركات من التهديدات الرقمية المتزايدة، باستخدام الأدوات وتطبيق السياسات المناسبة، يمكننا تحقيق بيئة رقمية أكثر أمانًا وضمان حماية فعالة لمستقبلنا الرقمي.